الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

رسالة من الأسيــر



رسالة من الأسيــر
ـــــــــــــــــــــــــــ

يا من مّلكته الأقدار أمرنا
خطأً إن ظننت رسالتي عفواً أرتجيه

فنحن رجال قد سلمنا للموت أرواحنا
والحرية هي أعظم ما كنا نبتغيه

أما كفاكـَ تحت الفقر تغرقنا
فجئت تزينا الظلم حقً لنرتضيه !

لا ... يا من لعنةٌ الجاه غرته
واختار السلطة في الدنيا لتشقيه

نحن من يبكيَّ الناس فــُرقتنا
ولا شيء بالحياة عندنا نـُبكيه

أخشى الحرمان إن حاول النفاق يفضحنا
أو يُفشي اللسان ما كانت العين تداريه

بالأمس كان الموت مـَقصدُنــا
واليوم نحتار بأي الميتات نـُلاقيه ..!!

عجباً للحياة .. بلا مستحيل يعاندنا
وغريبة الدنيا .. بلا أمــل تـُعطيـــه

بئـر الحياة .. أدركته أنفــُسنا
فـ بتنَا نسرق منه كلا ما كان يحويه

ويا ليت الكفاية ترضي مطامعنا ..
فـ نـُريد أخذ كل ما نشتهيه

لن نُجمل بالنفاق بسمتنا
والنفاق .. أرخص ما يمكن نشتريه

سيحكي التاريخ للسنين قصتنا
والفخر مولاي أقل ما ممكن ندعيه

لا تلومنا فيما ادعينا إننا .. غزلنا
من الكلمات شعرٍ لمن أراد يـُغنيه

فــإن بيــنَ ... وبين ٌ... خـُيرنا
سنختار أصعبهـــم لننهيه ..!!



ــــــــــــــــــــ


ماجد علي

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

حنين مكسور







هل للحب حلول أو رفض
وكلًا منا سيلقى مصيره؟
أحبك بلغات مختلفة
بفلسفات هي ملكًا لي وحدي
بحروف تتمرد لأجلك
وتتهادى إليك
تعترف في حضرة جلالتكِ
وتنتحر وقت تشدين على خصري

هذا أنا بلا حروفٍ .. سيدتي
يا أنثاي المحملة
بأثير لمساتي
وهمساتي وخفقاتي
هذا أنا
أجر اذيال كثيرة من خيبة الأمال
وضيعة مكروهةً للقاءٍ
إختلطت فيه المعاني والعناوين
فكنت أنا

أشد على قلمي
فأنا أعرف إنك تعشقينه
دوما منتصباً
مصلوباً فوق جسدك الناعم
هائماً في حدائقك
التي شيدتيها لي
أكتب وأكتب وأكتب
دون أي إخطار وبلا أي مقدمات
تجراني عينيكِ رغم إرادتي
يبهرني حديثكِ عن الحب
فلا نبالي بمن حولنا
لنبقى وحدنا
غرامُا يفركُ بالرمال

شوقًاً يصرخ بالخيال 
فتنهمر السماء طواعيه
وتحملنا الرياح لماضٍ مجنون
تقابلنا فيه من قبل
في ليل راقصنا
حتى تشابكت أقدامنا
حينها أنتشت الدنيا
فأغمض القدر عيناه خجلاً
وأهتزت الأرض تحت اقدامنا سعادة
وقلت لكِ بكل أوجاعي
أحبك.

ــــــــــــــــ
قلم
ماجد علي


الجمعة، 28 سبتمبر 2012

يوميات مصلحة حكومية




يوميات مصلحة حكومية

دي أخرة علام المجانية
آلة كاتبة ومكتب حديد
وتمغة حكومية
جالي جواب التعيين
غنيت .. فرحت إني
هسيب القهوة وأشتغل
من غير محسوبية
دخلت مكتب كبير
أوضة واسعة
بالمكاتب مترازية
فضلت أتابع حال زمايلي
الست فوزية بقالها ساعة
ماسكة التليفون بتشرح
للبت سعاد عمايل الفتة بالتقلية
وعباس أفندي قاعد حاير
ماسك الجرنان وعاصر دماغه
باقي له حرف على عاصمة أسيوية
وهناك في زاوية متدارية
أستاذ عزيز غاوي إنجليزي
بيقول على نعم يس
واما يحب يستأذن يقولك بليز
اليوم اللي تلاقيه نايم
إعرف إنه امبارح
كان عنده نوبتجية
أما أمال حكايتها حكاية
كل ساعة ماسكة مرايا
رغم جمالها محدش جالها
ناس يقولوا أتعمل لها عمل
وغيرهم يقول إنها مغرمة بونيس
لكن ونيس مش عايز يكون عريس
راجل لعبي بيموت في الضحك
وعمره ما يستغنى عن التهييس
وسيد أفندي قاعد لوحده
رافع حواجبه نازل نفخ
وهاتك يا غيظ
مضحكش غير لما عيونه
شافت رأفت بيه
لقيته جاني ..
قالي كرسيك ثواني
عايزين نكرم الضيف
مكتب حاتم كل
يوم فاضي
يا إما مزوغ
يا إما تلاقية إعتيادي
وصلت للحاجة ماجدة
من شكل ملامحها
تخليك تحترمها
واما تتعصب بتبقى جامدة
مكانها مكان الرئيس
هو ده شغل الحكومة
المواهب فيه من النجاح محرومة
تنجح إزاي والكراسي
لأصحابها مضمونة
كان زمان الترقية بالإجتهاد
دلوقتي بقت تخلص في عزومة
شيل فلان أصل أفكاره محظورة
وهات علان ده راجل تمام
وذمته مخرومة
خسارة وألف خسارة
عليك يا شغل الحكومة
.
.

بقلم
ماجد علي
16/2/2008

الجمعة، 13 أبريل 2012

إنت اللي خسّرت الثورة






إنت اللي خسّرت الثورة

- الثورة مش عايزه راعي علشان هي مش عنزة، الثورة مش عايزة دكر عشان مهياش جموسة عشر، الثورة مش عايزة انتخابات عشان تشرع ..الثورة عايزة ثوار يموتوا علشانها في؟

- إلقاء اللوم ونظام البحث عن شماعة تعلق عليها الخيبة دي محاولة منك لإقناع النفس بإنك خسِرت ثورتك بسببها أبسلوتلي إنت اللي خسّرت نفسك لما خوفت من الموت .

- إنت اللي خسّرت الثورة لما رحت وشاركت في اللعبة وإنت عارف إن الصندوق هيقول ايه قبلها، وعارف إن الشعب مهمش لأنك بكل جهل حسرت مطالبك في انتخابات وهتافات.

- إنت اللي خسّرت الثورة لما كنت بتقنع الشعب إن اللي قام بالثورة هما الشباب الأمامير والمثقف خريجين مدارس اللغات ومطالبهم ديموقراطية وعيش .

- إنت اللي خسّرت الثورة لما كنت بتعمل مليونيات عشان تحتفل وتقابل أصحابك وتعمل كرنفال لتتحول أشبه بمهرجانات البورنو الرخيصة اللي بتستجدي فيه الغانية سيدها .

- إنت اللي خسّرت الثورة لما أعتمدت على شباب أصبحوا فجأة نجوم مجتمع سياسي يتحدثون عن مشاكل مصر وفساد نظامها القديم ولا أحد يملك رؤية لمواجهة النظام بالقوة .

- إنت اللي خسّرت الثورة لأنك كنت بتهتف يسقط يسقط حكم العسكر، والحقيقة إنك كنت بتغني وبتدندن وإنت لا عارف إزاي هتسقطه ولا هتعمل إيه بعد إسقاطه .

- إنت اللي خسّرت الثورة علشان مهتم بالرأي على تويتر وكل خمسه في مجموعة ويعملوا مسيرة لإحياء الثورة وحمايتها وتشحت عليها وتجملها كأنها وصمة عار .

- إنت اللي خسّرت الثورة علشان لما كانت قنبلة الغاز بتترمي كنت بتطلع تجري وتسيب اللي يواجه الموت يواجه لوحده ، عشان ترجع تكرمه إنه مات بدالك وترسم له جرافيتي .

- إنت اللي خسّرت الثورة لأنك لست بثائر يريد الهدم الحقيقي للفساد ، لكنك مجرد إصلاحي يعيش حياة مرفهه من أجل تحسين ظروف العبودية وطوبي للكادحين .

- إنت اللي خسّرت الثورة لأنك لا تملك فكر أو توجه تسير على دربه لأنك مؤمن به، لكنك كالسحلية تتغير من علماني لمدني لليبرالي لإخواني، ولا تفهم من أنت .

- إنت اللي خسّرت الثورة لأنك مقتنع إن صاحب الصندوق مستحيل يكون عارف ايه اللي في الصندوق، مع إنك أيضاً مقتنع إن اللي واقف على الصندوق صديقه ، وحامله وخادمه.

- إنت اللي خسّرت الثورة لأنك جبان دي الحقيقة اللي رفضت تصدقها في وقت كنت مصدق فيه إن المجلس العسكري - زراع النظام العسكري - حامي الثورة وجزء منك .

- إنت اللي خسّرت الثورة لأنك بعد ما حدث عارف إنك هتخسر بتلف ليا وتتدورلي وتقولي مقاطعتك هي السبب ، كأن السبب في سقوط الفيلم هو عامل الديكور!!

- إنت اللي خسّرت الثورة لما توقعت إنك لما تطلع تقول لعدوك سلمية سلمية هتخليه رحيم بيك وهو بيضربك بالقنابل والخرطوش وخايف تواجهه لأنك مزيف زيه تمام .

- ممكن تعتبروا شوية التويتات اللي فاتت هي ردي ، ومن الأخر أنا أمثل نفسي وأثور لمباديء وأفعل ما أنا مقتنع به ، ولا أعترف بثائر يطير في فلك رسم له .

يملاني يقين بأن في الأرض عدلًا ، ومؤمن أن هناك حقًا حسبه الطغاه لن يصل قامتهم،  فلعل كل مظلوم يتطهر ويثور بشجاعة بدلًا أن يموت مكسورا بظلمه وخوفه وخنوعه .

وكلمة أخيرة أعتبروها نصيحة من أخ كبير أو صغير حسب سنك ، متهتمش تحشد لقضيتك وتضيع مجهودك في وعي الشارع وتفاصيل بلهاء لأن الشعب ده مكنش عايش في نيجريا، وفر مجهودك لأعدائك وخلي الشعب يشوفك ، كيف تثور وتُقتل وتموت من أجل الحق والمستضعفين ، وإنك أنت وكل الشعب السكان الأصليون للوطن وهم في الوقت ذاته أيضاً المستغلين لخدمة سادته ونوابه وطغاته .

الأحد، 11 مارس 2012

انقــــلاب أنـثـى ساخطــة


انقــــلاب أنـثـى ساخطــة
قلم/ ماجد علي

 
انصرف ما عادت تشغلني
همهماتك
ولا صرخات توجعك ولن أهاب
حاجبك المنحني فوق جبين
كلماتك
أما تعلم يا رجل كم ظلمتني ؟
وأنت الأن لا تدري شيئاً
عن معاناتي
قلت لك سوف تتبعك لعنتي
ستراني في أشيائك التي أحببتها
ستكرهني ساعات طويلة
ليعود عقلك و ينام .. كما تعود 
في حجراتي !!
 
إشارات المرور كم هي كثيرة ؟
هل مازالت تؤرقك ؟
عجيب هو حال الرجل
عندما يهيم بمن يحب !!
هل تذكر أغنيتي المفضلة ؟
وقت كنت تغني أغاني التراث
وتتمرد علي ما هو جديد
في كل مرة أقول لك 
لا يهمني كثيرا
إختلافك
فكل ما أتمناه ائتلافك 
بين أضلعي
وجودك المثير بين أنفاسي
رجفتك حين تلمسني بقصد
ودون قصد

كنت أهرب منك إليك لكي تحتوي
رهبتي
وقت كنت أخاف الليل والظلام
كانت عيناك قنديل أرى فيه الغد
وبعد غد ..
انا أيضاً أختلف عنك
لأني أحب كل شيء كنت تحبه
معي
وفجأة .. ابتعدت وتركت الأغبياء
يتسارعون علي فتاتك
وكأني شيئاً تبقى من وليمة الأحد ..!!
هل مازلت تفضل يوم الأحد ؟
كنت تقول إنه أسعد أيامك
يوم ارتعبت حين قلت أحبك
خانتك ذاكرتك
في غفلة عنفوانك

ايها الشقي
لما ازعجت حياتي بنبضاتك المتوترة
ورفعت من اسهمي بين النساء
الساقطاتِ
هل كل ما كنت تريده اخذته
هل أعجبك رقصي ؟
أمازلت تفضل جنتي ؟
ترى ؟
كيف هو صوتك الأن
ما هي حقيقتك التي عنها
دوما تحدثني ؟
رأيتك كثيرا ورغم ذلك
أشعر كأني لم أراك
وكأنك في عرض تنكري ..!!
يوم رأيت الغضب يحرقك
حين قبلني رجل في نفس المكان
الذي كان يجمعنا
وهو يلفني ويراقصني
 
هل تذكر حين كنت تدوس أقدامي
بحذائك
وقتها قلت اريد ان أقبل هذا الحذاء
وأنا كنت مثل الغبية أصدقك
ما كنت أدري أن نهايتي خلف باب
غرفتك
تركتني او تركتك
لا يهمني
فالشيء الوحيد الذي لم يتغير
هو أنك دائماً تتغير.


الاثنين، 5 مارس 2012

مـن حدااشــر سنــة



مـن حدااشــر سنــة
 بقلم / ماجد علي
10 مايو 2010


من حدااشر سنة
وحيد بلف الكون
بالكلام والغنا
من حدااشر سنة
والضلام بيزييد
وكل ايد تتمد بالخير
تتقطع
يتقال لها معاكي كام
تسوي ايه
واما اللسان يجيب سيرة النظام
بيتشنق
/
من حدااشر سنة
والكلام مبيتغيرش
بنينا كذا مدرسة
وعشان نعمر الصحرا 
بوارنا كم ارض خضرا
ولجل عيون الخصخصة
جذبنا استثمارتنا بالرشاوي
وبعنا مواردنا بايدينا
والارض بقييت رخيصة
كل حد ... واي حد
يدوس عليها
وكل حاوي ناوي ليها
يقدمونا هديه فوقها
لكل غاوي
/
من حدااشر سنة
قالو هنقضى ع البطالة
وكل واحد معاه شهادة
هيكونلو حظ مع العمالة
من حداشر سنة قالو النضافة
قصوا الشجر وشالوا الميادن
وحطوا مكانهم
طوب ملون بالسخافة
تعرفوا ليه كترت
في شوارعنا الزبالة
علشان نسينا واحنا بنشيلها
شوية حثالة
/
من حدااشر سنة
كنت راجل
حلمي وقتها
اني ابقى شاعر
افضل اكتب
ويطوول كلامي
اصل حبك يا بلدي فني
شيء عارفني من البداية
حبيته م الغناوي
مكنتش اعرف ان الحكاوي
سبب البلاوي
كنت فاهم ان اللي جاي
زي اللي رايح
فضلت احلم
والجنون يسرح بقلمي
الاقيني حاكم
والخيال يعلى وياخدني
اقول احرر بلادي
الأقصى والقدس وفلسطين
لحد الجولان واقفين
يا ترى مهرهم يسوى كام
يرد عقلي يقولي ناااام
معادش في سوق للرجال
كل الاسواق بقيت نخاسة
بغداد كمان بقييت معاهم
بص شوف مين الاعادي
وانت تعرف معنى الخساسة
واللي بيته من ازاز
لازمن يفكر بحكمة وكياسة
/
من حدااشر سنة كنت واد
لكن تشوفني
تقول ده م الرجاله الشداد
النهاردة بداري عجزي
جنب حيط مكسور عارفني
لا صوتي حد سامعه
ولا عادت عروقي تنتفض
وقت غضبي
بشتري صيني وباكل غربي
وضحكتي لوول انجليزي
وال ايه اصلي عربي
أهــ يا بلدي
أهـ يا وطني
لما الغريب ياخد مكاني
وتبقى قيمته فوق رقبتي
لما العزيز يخون رجايا
ويبعني لرخيص
ياخد ما يدي
/
من حدااشر سنة
كنت افتح الاذاعة
الاقي المحتاجين
غرقانين في نوبة مجاعة
واسمع اخبار الشبعانين
رجعوا حنو للرضاعة
طب ليه نطالب بالحرية
وليه نحارب
واحنا بنهرب من الشجاعة
ازاي صوت الحق يعلى
وصوت الباطل
بيظهر ف صوتنا الوضاعة
ازاي نحرر نفسنا
وازاي احبك يا بلدي حرة
والظلم بيستبد العدل فيكِ
بحرقه وبشاعة
/
من حدااشر سنة قلنا
بعد كااام سنة .. هننهض
ومن يوميها ... نمنااا
أنفسنا مكتومة ..
وصدورنا بتنهج
من حداشر سنة كان الادب
كان الولد يخاف على اخته
وبعد حداشر سنة
أصبح الصديق يخون صديقة
وقت غيبته
أه يا خلق فين الرباية
راحت فين الجدعنه
وليه قتلنا فينا الشهامه
حفرنا قبورنا بايدينا
وجملناها وكملناها بالدعاية
يا ترى لو مر علينا
كمان حداشر سنة
ايه هيجرى
ولفين هتوصل بينا نفسنا
وسط الغواية ؟

الخميس، 1 مارس 2012

بئـر الذكريـات .. قصة قصيرة



بئـر الذكريــات 
قلم / ماجد علي

كنت أجلس في احدى المرات محاولاُ الاستمتاع بوقت اجازتي القصير بعيداً عن صخب الأصدقاء وهلكة ساعات العمل المتلاحقة أستحضر طقوسي بين جدران غرفتي اتأكد أن النوافذ مغلقة جيداً ، كي لا تتسرب أي ضوضاء أو أصوات مزعجة تصدرها السيارات المارة أسفل العقار ، رغم انها قاربت الواحدة صباحاً لكنك تشعر وكأنها السابعة مساءاً لا أحد ينظر للوقت ، لا يوجد من يهتم بالدقائق التي ولت وانسكبت في بئر الذكريات .

كان كوب القهوة الفرنسي وموسيقى موتسارت ، وبتهوفن وإيرا بالإضافة لبعض المنتديات والشبكات الاجتماعية التي اواظب على متابعتها ، هم جليسي المفضل وأنيس وحدتي التي أهرب إليها لأعيد ترتيب اوراقي ولملمة شتات نفسي ، ومثلما كنت اتصفح الأخبار في شتى المجالات وعلي اختلاف اهتماماتي ، أعود واستقر محاولاً العبث بقلمي على صفحة ورق ، و فجأة .. انقطعت الكهرباء وأصبحت محاط بظلام شديد وسكون أشد لدرجة تشعر وكأنك تصغى لصوت الطبيعة عبارة عن ( وَّش ) يختفي كلما زاد تركيز حاسة السمع . ذهبت لإحضار شمعة ببطء أسير أحاول المرور بين المقاعد المترامية علي الاجناب ولم أفلح فتخبط وسقط بوجهي على طاولة صغيرة تتوسط الغرفة وكأني لم أكن اعرف إنها هنا .. رغم انها على حالها هذا منذ خمسة عشر عام ، انتابني ضيق لحظي واحساس غاضب اشعلت الشمعة ومشيت في هدوء حتى عدت لنفس المكان ثم وضعتها أمامي مباشرة .. فأنا مازلت اريد أن اكتب وما أحلى الكتابة في هذا الجو البعيد عن التوتر ، عندما استدرت لتستفيم جلستي وجدت الشمعة امامي كأنها تراقب تحركاتي الساكنة تعمقت بالنظر فيها وسرحت .

يوم كانت أمي تعاقبني ثم نظرت يدي اتفحصها .. افتش عن تلك العلامة التي مازالت تحفر ظهر يدي ، كنت في السابعة من عمري ، لا اذكر ما فعلته آنذاك لكن اذكر العقاب جيداً .. لسعة بشمعة صغيرة مشتعلة كي لا أكرر خطأئي مرة أخرى ، تسائلت هامساً .. ترى كم شيء حدث بعدها كان يستحق لسعة كتلك .

تنفست بعمق وأنا أتلذذ قهوتي الدافئة ودون إرادة مني استرخيت على المقعد تمددت وعدت مرة أخرى وقت كان عمري سبع سنوات أي حوالي خمسة وعشرون عام انقضت ، أوراق كثيرة سقطت ، أصدقاء كانت وضاعت ، شخصيات أثرت فينا ورحلت .. أوجاع حفرت ملامح الوجه العابث وابتسامات بددتها علامات التعجب المفزعة .

لم اتذكر شيء سوى إنني كنت اتعلم كيف اتعامل مع المحيطين بي .. والشغب الذي كنت دائماً احدثه في أي مكان أتواجد به ، وبأحيان كثيرة كنت أشفق على أبي – سراً- في تذمره من افعالي .

تذكرت وقت اعطاني ( جنيه ) لكي اشتري شيئاً من البقال اسفل العقار مازال كل شيء كما هو ، كل ما تغير أن البقال أصبح سوبر ماركت كبير وأصبح الجنيه بلا قيمة تذكر .. وعندما وصلت للبقال لم أجد ( الجنيه ) فتشت نفسي ولم اجده معي ، فما كان مني إلا الهروب والاختباء أفكر بمبرر مقنع لأبي .. ، كيف يضيع مني جنيه "بحاله" – حته واحدة – كل ما همني وقتها هو التفكير في ردة فعل أبي واتخيل طريقة تعنيفه لي يدوياً وباللسان ، أستمر هروبي نحو خمس ساعات لم أشعر بمرورهم إلا عندما بدأ النهار يلملم خيوطه معلن الرحيل ، والليل يحل يأكل بظلامه كل ما تبقى من ضوء ..


خمس ساعات كانت كافية لإحراق قلب أمي والوصول بأبي إلي قمة غضبه وقلقه لا اعرف أين كنت امشي خلال تلك المدة لكني كنت أضيع بالشوارع وأفكر .. ثم أعود مرة أخرى اراقب ما يحدث عن بعد وفي مرة رأني أحد الصبية ولم يتواني في الصراخ وقال .. أهووو

وكانت هذه الكلمة بمثابة إشارة لكل من هو موجود ليتأهب الجميع في الجري نحوي فوجدت نفسي بالتالي أهرب ، افر بين الحارات والأزقه الضيقة حتى تمت محاصرتي والإمساك بي ؛ ظللت اصرخ احاول أن اخبرهم بأن أبي سيقتلني ... إن علم بضياع ( الجنيه ) دون جدوى فلا يسمع كلماتي أحد .. حتي تم تسليمي لأبي ولم ينتظر - كعادته – فأقبل مني وبرحني ضرباً ، ولم يخلصني منه سوى بعض الجيران المتواجدين ثم اقبلت أمي وضمتني في صدرها وذهبت إلي الشقة ومنها إلي غرفتي .. كانت هي دائماً الوجه الأخر لقسوة أبي ، نهر حنان عذب لا يحمل داخله أي شوائب أو ضغينه لأحد ... سألتني وعينانا تمتزج بالدموع .. أين كنت .؟

اخبرتها وانا ارتعش من البكاء أن "الجنيه" ضاع وخفت من أبي يضربني وظللت افكر ومر الوقت دون أن اشعر .. شعرت بها تخلعني من صدرها وقالت لي بنظرة حادة .. جنيه ايه ..؟ وحكت لي إنها وجدت الجنيه علي الأرض بعد نزولي وتوقعت أني سأعود مرة أخرى .. ثم صمتت وتابعت .. أتعلم ما فعلته كيف أثر فينا وأفزعنا ..؟ ثم بدأت ملامحها تتغير واعتلت خطوط الغضب جبينها العريض ، هبطت خدودها المنتفخة فانهارت قطرات الدموع دفعة واحدة ..

وبالطبع أنا لم أفكر في أي شيء من كل هذا فكرت في أصعب الأشياء ، انشغلت بغضب أبي أكثر من تفكيري بالعودة .. ابتسمت ثم انفجرت ضاحكاً . كيف كنت غبي هربت من شيء ظننته مخيف دون تفكير جيد ففعلت على اثر ذلك ما جعلني استحق عقاب غليظ علماً بأنني إن كنت عدت كنت وجدت "الجنيه" في انتظاري ولم يحدث ما حدث .

سنين كثيرة ظلت تمر امامي احاول أن اتذكر تفاصيل كل عام وارتمي داخله ، أفتش في شهوره عن نفسي من كان معي ومن سقط .. مواقف وأزمات ، ساعات من الجنون وأوقات كثيرة من السقطات .

رغم أن النجاح الذي اتمناه لم يتحقق بعد ، لكن ايضاً لا يمكن أن أصبح إنسان فاشل إلا إن اخترت أن أكون كذلك . صفحات العمر سطورها تشتبك تسفر عن حروف مختلطة بالألم والحب والحنان والعذاب والكذب انطوت واصبحت من الذكريات ، ما كنت أحسبه شراً هو الأن يتضح لي بإنه كان من نفسي ، وما كنت أجمله لأدافع عنه .. سقط وراح وانزوى في ثقوب الأيام ولم تفلح محاولاتي لأنقاده .

اخطأ كثيرة اقترفتها في حق نفسي وفي حق غيري كان النسيان كفيلاً بها أحداث كثيرة مرت ولا أدري هل للعمر علاقة بما وقع من أحداث .؟

اسئلة كثيرة تحاصر رأسي لكن رغم ما مر من العمر مازال هناك بقية فبعض العواقب يمكن أن تتغير ، مازال من الممكن أن نبث هواء جديد ينعش رئة الحياة المريضة ، وضخ دماء تتحمس الوصول لقلب الدنيا المستسلم . لازلت على استعداد بالمغامرة بكل ما أعرفه في سبيل معرفة ما لا أعرفه ..! مازلت ذلك المشاغب الصغير بملامح أكثر رجولة تتضح بين خيوطه خبرة الحياة بحلوها ومرها .
 
عادت الكهرباء مرة اخرى تبعتها صرخات الأطفال مهللين لعودتها ، ظلت الشمعة مشتعلة توشك على الأنتهاء أصبح ضوئها غير ضروري ، نفخت فيها وكأني كنت أطفيء أيامي التي مرت ، لم يبقى منها سوى الأمل في الغد والثقة باليوم وبقايا ذكريات.

تمت،

الأربعاء، 29 فبراير 2012

فـي رثــــاء غـريـــم


فـي رثــــاء غـريـــم 
قلم / ماجد علي

(1)
مقدمة ..

سألكم وجه الرتابة بقبضة قلمي ..
سأقطع عنق الملل بحرفي المسلول
وأسحق بقدمي أعقاب الجُمل البليدة
سأنحر الأغبياء..واقطعهم ارباً
هنا أتفلسف ..
وارمي قطع فلسفتي
على جمر احقاد الاغنياء
ليستنشقوا دخان شعوذتي
وأسرار خلطتي

(2)

مدخل

لكِ عشاقكِ وأسراركِ وقراء فناجيلكِ
وأنا الأحمق العاشق الهائم الذائب في معاليكِ !!
إلى هذا الحد بلغت بكِ البجاحة ..
فتعددت مغامراتك وابتساماتك
أسفي على روائع محتضرة
بل حروف .. في رحم الإبداع مجهضة

(3)

أتستبدليني بهذا الزنديق النكرة ؟
سأصفع هذا الصعلوك العاشق
وأخبرة الفرق بين البوم والباشق 
سأسلخ جلده ...
لأصنع حذاء سندريلتي ..!
ثم أرمي به عند عتبة بابكِ
لأمسح غبار جزمتي

(4)

اقفزي جواري
إن اردتي عناق السماء
فقصري في منطقة وسطى
بين السماء والارض
لا تصلها أصابع الجاذبية
أو أبقي مع جرذك في حفرته
لأدفنكما بحممي

(5)
تمـرد

أكره أن يوضع مقعدي الأخير
وأكره أيضاً أن يكون في الصف الأول
أريد أن يكون مقعد المخرج .. مقعدي
أكره أن أكون ضيف شرف .. أو في معيته
أريد أن أكون فخامة الرئيس
أكره أن يكون دوري ثانوي
وأكره أيضاً دور البطولة
لا أريد احداً معي ..
فوق خشبة المسرح
فأنا الصوت وغيري .. الصدى
سأقهر المردة .. وأشباه القـردة
سأجري غضبي .. لتعلو قممي
سأدفن الحفر ... بجرذانها
وأصعد الجبل لأدكة

(6)
هذيان
 
أصابهم سهمي في مقتل
وفضضت بكارة دهشتهم
فلا بكارات ولا بتول في قواميسي
سيفتحون أفواههم ... تعجباً ... وجنوناً
عندما يروني ارتدي حلتي وتاجي
متربع على كرسي "تـوت"
سأنزع برج إيفل من جذوره
وأستخدمه قلماً لفلسفتي
آهـً يـا أنتِ
أردتي غضبي
لكِ يا عمري ما شئتي
ولن أنـزع سيفي من جوفه
سأبقيه تذكاراً لنصري

(7)

ثم ماذا .. ؟
لا أدري ، ولكن .. لن أغفر لمن ينافسني
ثم ماذا ..  ؟
لا أدري ولكن... سأدفن من يزاحمني
ايا وجعي .. على من يدعي الحب
كم قاسي أن يمتهن الذل
كي يروي داخله إحساس البيد


(8)

نرجسية

هنا أعلمهم طرق الحب
ليسرقوا احاسيسي وكلماتي
وحتى أسلوب معيشتي فيقلدوني
بل يقلدونا ..
تري حبيبتي .. قد فتنهم عشقنا
هل سيسرقون اسماءنا
كما سرقوا كلماتنا
لم يؤتوا من العلم إلا قليلا
حتى الليل هبط ليحضننا
وبكى .. وهمس في أذني 
قال: سحقاً من التي معك ؟!
آهـــً يـــا ليــــل 
معـي خُرافـة
معي أنثى وغيرها سخافة
سوف أصارحك ... هي ابنتك

(9)

أشتاقها .. حتى تزأر من الحنين حروفي
حتى تعطش في سبيل العودة سيوفي
أشتاقها وسوف اُقبل وألثم الغيوم
لتعود إليها وتمطر على جلالتها قبلاتي
سأرسل مع النسيم .. أنفاسي
ليحضنها ويداعب خصلاتها المجنونة
فهي ليست عاهرة .. وليست ساقطة
فأنا من أهواها .. وما دمت أعشقها
فهي ملكة متوجة 

روحًا ثائرة ..
بأثير الطهر مبللة
هي كل أحلامي وغضبي ورجولتي
هي صرخة ..
ما زالت في حنجرتي مختنقة
هي أروع من فكرة
لقصيدة متوحشة
وأجمل من خيال
للوحة زيتيه منمقة
هي امرأة
تتوارى في حضورها الأشياء
وينحني من أجلها قوس قزح

(10)

عــودة 

هنا أغتصب السكون 
فوق فراش الجنون 
أمام العيون ..
حتى تثور الكرامة
في الجمل والكلمات الهزيلة 
أنا عازف الهارب
وخريف تتبدل فيه الورود
أهواكِ .. أجن .. وأقوى .. وأعنف
أحبك فيض أعذب
يغرق عطش المسامات الأجوف
سوف أصنع من الأشواق سفينة
ومن تيار كلماتي
سأبحر في فؤادك فكرة غير معقولة
تعالي فكلي .. يشتاقك
لقد هدأت
بعد أن قُتّـل الجميع
وفر من أمام حرفي
مدعين الشعر وسحرة العقول
قوليها أكثر .. حتى يهزمني النوم
وتستسلم الجفون .
ـــــــــــــ

السبت، 25 فبراير 2012

مــا كــــان حـــُـبً



أمسيتِ ذكرى في دفاتر شاعرِ

وطويتْ حُبّكِ مثل طّي دفاتري

أسف إن حملت أحرفي ذكرى لكِ

ما كان حباً .. 


قدر ما كان غضبة ثائر !!

يقولون أن الهوى طهراً

وعشقي فيكِ ليس بطاهرٍٍ

أتسألين وما كانت الكلمات ؟

كانت جنونًا لتلك الضفائر

جئتي تبحثين عن ألمي

تريدين الأمتلاكُ ... ثم تمضيِ

حاولتِ إشباع غرورك المسكين

بصرخات توجعي وأنين قلمي

ما كنتِ تعلمين أن البئر من قريب

يوحي بالغرق العميق

أن جمال البحر في عنف أمواجه

كفراشة أختارت الزهر لا الرحيق

أجيبِيني إن كنت كاذب ؟

تخلصِي من لعنة الأسفِ

تمردِي كما شئتي .. وأرحلِي

ثم عودِي بمزيد من الشغفِ

أما تعلمِي أني بعتْ فيكِ ضمائري ؟!

أردتكِ نزوة أقيم عليها شعائري

كنتِ متعة أقصى مداها في يدي

ما في فمي يبقى دخان سجائري

فلا تتعجلين إحتضان دفتري

واهدئِ وابصمِي بحنكتي

قولِي أني جنونُ شعرِ

تمنيتيه منذ نعومة الظفرِ

وإن لمْ تبوحي ... لبهائي لن تَزيدِي

غرور الفرسان يملاني

ونزاهة الفقير تكفيني

صدقيني لا علاج 


فلسانك أدمن الغرام

لشفاة تملاها تجاعيد الحرمان

قد تصاحبين في الليل رجل غيري

وفي الصباح تشتاقين .. 


عشقك السكران .

ــــــــــــــــــ

ماجد علي